الأردن يهزم كوريا الجنوبية ببراعة تكتيكية في نصف نهائي كأس آسيا
2025-10-09 05:53:25
لم يكن حتى أكثر المتفائلين بتوقع أن يبدأ منتخب الأردن مباراته ضد كوريا الجنوبية في نصف نهائي كأس آسيا بهذه القوة والضغط العالي، حيث شن هجمات متتالية أربكت دفاع “الشمشون” الكوري وأجبرته على التراجع منذ الدقائق الأولى.
بخطة تكتيكية ذكية، واجه المدرب المغربي حسين عموتة نظيره الألماني يورغن كلينسمان الذي اعتمد أسلوباً هجومياً صريحاً. اللافت أن كلا المدربين غيّرا مخططاتهما التكتيكية عن مباراة الدور الأول، حيث انتقل عموتة من خطة 3-4-3 إلى 3-4-2-1 بينما غيّر كلينسمان من 4-4-2 إلى 4-3-3.
نجحت خطة عموتة بشكل مبهر، حيث قدّم ثلاثي هجومي متميز مكون من يزن النعيمات وموسى التعمري ومحمود المرضي أداءً استثنائياً. نقل المنتخب الأردني كتلة الدفاع إلى مناطق كوريا الجنوبية وفرض ضغطاً عالياً منذ الصافرة الأولى، مما أفقد اللاعبين الكوريين توازنهم وأربك خططهم الهجومية.
على الجانب الآخر، فشلت الحسابات التكتيكية لكلينسمان في مواجهة الخطة الذكية لعموتة. انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي رغم التفوق الكوري في الاستحواذ، لكن المجهود البدني الاستثنائي للاعبين الأردنيين كان واضحاً للجميع.
في الشوط الثاني، استمر الضغط الأردني الذي أثمر عن هدف التقدم في الدقيقة 53 عن طريق يزن النعيمات، الذي استغل خطأ دفاعياً كرياً ليسجل برأسية متقنة. لكن المفاجأة كانت في استمرار الضغط الأردني بدلاً من التراجع للدفاع، مما أدى إلى الهدف الثاني عن طريق موسى التعمري في الدقيقة 66.
رد كلينسمان كان متأخراً وغير فعال، حيث بدا عاجزاً عن إيجاد حلول للخروج من الكماشة الأردنية. التحول إلى خطة 5-4-1 الدفاعية من قبل عموتة في الدقائق الأخيرة كان كافياً لضمان التأهل التاريخي لمنتخب النشامى.
الأرقام تتحدث عن نفسها: 17 تسديدة أردنية مقابل 8 فقط لكوريا الجنوبية، مع عدم وجود أي تسديدة كورية على المرمى. هذا الأداء الاستثنائي جعل وسائل الإعلام الكورية تصف الهزيمة بأنها “جعلت الأردن يبدو كالبرازيل”، في اعتراف صريح بالتفوق التكتيكي والبدني للمنتخب الأردني.
هذه المباراة ستُذكر كواحدة من أبرز الانتصارات التكتيكية في تاريخ الكرة الآسيوية، حيث نجح منتخب أقل تصنيفاً في تحطيم كل التوقعات بفضل خطة محكمة وإرادة لا تتزعزع.