اعتذر مجلس قيادات الشرطة الوطنية البريطانية وكلية الشرطة لناجي كارثة هيلزبره وأسر الضحايا
2025-10-08 04:41:15
أصدر مجلس قيادات الشرطة الوطنية البريطانية وكلية الشرطة اعتذاراً تاريخياً لناجي كارثة ملعب هيلزبره وأسر الضحايا، بعد 33 عاماً من أسوأ مأساة رياضية في تاريخ بريطانيا. وجاء الاعتذار في أعقاب كفاح طويل خاضه الناجون وأسر الضحايا من أجل تحقيق العدالة والكشف عن الحقيقة الكاملة لما حدث في ذلك اليوم المشؤوم.
في 15 أبريل 1989، شهد ملعب هيلزبره مأساة إنسانية راح ضحيتها 97 من مشجعي نادي ليفربول، حيث لقي 96 منهم حتفهم أثناء التدافع قبل مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، بينما توفي الضحية السابع والتسعون بعد 32 عاماً متأثراً بإصابات دماغية خطيرة لم يستطع التعافي منها.
وقد اعترف آندي مارش، قائد الشرطة والرئيس التنفيذي لكلية الشرطة، بأن “الشرطة فشلت بشكل كبير في حماية من تأثروا بالكارثة”، معترفاً بأن “إخفاقات الشرطة كانت السبب الرئيسي وراء المأساة”. وأضاف في بيانه أن “المفجوعين لم يجدوا التعاطف المطلوب في اللحظات الحرجة، كما افتقدت الاستجابة للتنسيق والإشراف المناسبين”.
من جانبه، أعرب مارتن هويت، رئيس مجلس قيادات الشرطة الوطنية البريطانية، عن “أسفه العميق للخسارة المأساوية للأرواح والمعاناة المستمرة التي عاشها أسر الضحايا”. وأكد أن “التغييرات الجوهرية التي تم إجراؤها بعد كارثة هيلزبره تهدف إلى ضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء المروعة”.
يذكر أن التحقيقات الأولية بعد الكارثة حاولت إلقاء اللوم على المشجعين، إلا أن تحقيقاً مستقلاً برأى الجماهير من أي مسؤولية، وكشف عن الإخفاقات النظامية الكبيرة في إدارة الحشود وتنظيم الفعاليات. ومع ذلك، فإن براءة رئيس الشرطة السابق ديفيد دوكينفيلد من تهمة القتل غير العمد في 2019، كانت صدمة جديدة للناجين وأسر الضحايا.
يأتي هذا الاعتذار الرسمي تتويجاً لنضال استمر ثلاثة عقود من قبل أسر الضحايا وأنصار العدالة، الذين رفضوا الصمت وأصرّوا على كشف الحقيقة كاملة. ويعتبر هذا الاعتذار خطوة مهمة نحو المصالحة والشفاء، وإن كان متأخراً بالنسبة للكثيرين الذين عانوا لسنوات طويلة من أجل الحقيقة والعدالة.