اختلاف الجماهير التونسية حول إقالة مدرب المنتخب منذر الكبير بعد الخروج المبكر من كأس أمم أفريقيا
2025-10-05 04:57:02
شهدت الساحة الرياضية التونسية جدلاً واسعاً بعد إعلان الاتحاد التونسي لكرة القدم إقالة مدرب المنتخب الأول منذر الكبير، وذلك بعد يوم واحد فقط من إقصاء تونس من بطولة كأس أمم أفريقيا عقب الخسارة أمام بوركينا فاسو بهدف دون رد. وجاء هذا القرار في بيان رسمي نشره الاتحاد على صفحته عبر فيسبوك، حيث أعلن إنهاء العلاقة التعاقدية مع الكبير وتعيين مساعده جلال القادري مدرباً جديداً للمنتخب.
وقد قدم الاتحاد في بيانه الشكر للكبير على المجهودات التي بذلها خلال فترة تدريبه للمنتخب، متمنياً له التوفيق في مسيرته التدريبية المستقبلية، كما пожелал النجاح للقادري في مهامه الجديدة. إلا أن هذا القرار لم يحظَ بإجماع الجماهير التونسية، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، مما أدى إلى تفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي.
من جانب، رأى بعض المشجعين أن إقالة الكبير كانت خطوة ضرورية وتأخرت كثيراً، معتبرين أن الأداء الضعيف للمنتخب في البطولة الأفريقية كان يستدعي هذا التغيير. وأعرب هؤلاء عن أملهم في أن يؤدي تعيين مدرب جديد إلى تحسين أداء الفريق، خاصة مع اقتراب المباراة الحاسمة ضد مالي في تصفيات كأس العالم.
في المقابل، انتقد آخرون قرار الإقالة واعتبروا الكبير “كبش فداء” لأزمات كرة القدم التونسية، مشيرين إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في المنظومة الرياضية الفاسدة وليس في المدرب فقط. وتصدرت تعليقات مثل “منذر الكبير هو القربان الذي تم التضحية به لإخفاء فساد الاتحاد” مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا العديد من المستخدمين إلى إصلاح جذري للهيكل الرياضي في تونس بدلاً من تغيير المدربين فقط.
كما أثار تعيين جلال القادري خلفاً للكبير انتقادات adicionales، حيث رأى البعض أن الاستعانة بمساعده السابق لا تمثل حلاً جديداً، بل هي مجرد استمرار لنفس الأساليب التي لم تحقق النتائج المرجوة. وغرد أحد المشجعين قائلاً: “إقالة الكبير خطوة إلى الأمام، ولكن تعيين القادري خطوتان إلى الوراء”.
يذكر أن منذر الكبير تولى تدريب المنتخب التونسي في عام 2019 خلفاً للفرنسي آلان جيراس، وقاد الفريق خلال هذه الفترة إلى تحقيق نتائج ملحوظة، منها الوصول إلى الدور الحاسم في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، وكذلك بلوغ نهائي كأس العرب في قطر الشهر الماضي، حيث خسر أمام الجزائر في الوقت الإضافي. ورغم هذه الإنجازات، فإن الخروج المبكر من كأس أمم أفريقيا كان كفيلاً بإثارة الجدل حول مستقبله، مما أدى في النهاية إلى إقالته.
لا يزال الجدل مستمراً حول مدى عدالة هذا القرار، وما إذا كان سيؤدي إلى تحسين أداء المنتخب أم أنه مجرد حل مؤقت لأزمة deeper في كرة القدم التونسية.