2025-07-04 15:51:58
في 16 يونيو 1982، شهدت مدينة خيخون الإسبانية واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ كأس العالم، حيث واجهت الجزائر ألمانيا الغربية في المجموعة الثانية. كانت هذه المباراة بمثابة صدمة كبرى للمتابعين، حيث تمكنت الجزائر من تحقيق فوز تاريخي بنتيجة 2-1 أمام أحد أقوى الفرق في العالم آنذاك.
البداية المفاجئة
بدأت المباراة بضغط ألماني قوي، لكن الجزائر صمدت بفضل الدفاع المنظم والهجمات المرتدة السريعة. في الدقيقة 54، تمكن اللاعب الجزائري رابح ماجر من تسجيل الهدف الأول بعد تمريرة دقيقة من لخضر بلومي، ليهز شباك الحارس الألماني هارالد شوماخر. لم تكن الصدمة قد انتهت، إذ أضاف الجزائريون الهدف الثاني في الدقيقة 68 عن طريق الشاب لخضر بلومي نفسه، ليضع فريقه في الصدارة.
رد فعل ألمانيا
حاول الألمان العودة بقوة، وتمكنوا من تقليص الفارق في الدقيقة 67 عن طريق كارل هاينز رومينيغه، لكن الدفاع الجزائري بقيادة مصطفى دحلب وقف كالجبال الصامدة. حاول الألمان تسجيل هدف التعادل، لكنهم فشلوا أمام براعة الحارس الجزائري محمد الأمين دحمان.
النتيجة والتأثير التاريخي
انتهت المباراة بفوز الجزائر 2-1، لتدخل التاريخ كأول فريق أفريقي وعربي يهزم فريقاً أوروبياً في كأس العالم. هذا الفوز لم يكن مجرد نتيجة رياضية، بل كان رسالة قوية للعالم بأن كرة القدم ليست حكراً على القارة العجوز.
الإرث الذي بقي
رغم أن الجزائر لم تتأهل إلى الدور الثاني بسبب “مؤامرة خيخون” الشهيرة (عندما تعمدت ألمانيا والنمسا تحقيق نتيجة محددة لتصفية الجزائر)، إلا أن هذه المباراة ظلت محفورة في ذاكرة الجماهير العربية. حتى اليوم، يُعتبر هذا الفوز مصدر فخر للجزائريين والعرب، ودليلاً على أن الإرادة والمهارة يمكن أن تحقق المستحيل.
هذه المباراة لم تكن مجرد حدث رياضي، بل كانت لحظة وطنية وتاريخية تذكر بها الأجيال دوماً.
