الاحتلال يهدم أحلام شباب سلفيت بإغلاق ملعبهم الرياضي
2025-10-11 05:16:53
جثم الخبر الثقيل على صدرَي محمد المصري وعلي اشتية حين علما أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أوقفت العمل في ملعب مدينتهما سلفيت شمالي الضفة الغربية. لم يكن مجرد ملعب، بل كان حلماً لشباب ظلوا سنوات يعانون الحرمان من أبسط حقوقهم في ممارسة الرياضة في مكان آمن.
بقلوب مثقلة بالألم، يتذكر محمد (16 عاماً) كيف تبرع الأهالي بأكثر من أربعين دونماً، وكيف بدأت آليات البلدية في تجهيز الأرض، وكيف امتلأت قلوب الشباب بالأمل لأول مرة منذ سنوات. لكن الاحتلال لم يتحمل فرحتهم، فاقتحم المكان بسلاحه وقراراته الجائرة، مصنفاً الأرض كمناطق “C” الخاضعة لسيطرته العسكرية.
ليست هذه المرة الأولى التي تسلب فيها مستوطنة “أرائيل” المجاورة أحلام أبناء سلفيت. فبالإضافة إلى مصادرة أراضي العائلات، تمارس سلطات الاحتلال سياسة ممنهجة لحرمان الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة الكريمة، بينما تزود المستوطنين بكل الإمكانيات والمرافق الرياضية المتطورة.
رغم الألم، يرفض الشباب الاستسلام. يقول علي بثقة: “رياضتنا مقاومة”. وهو يطمح أكثر من أي وقت مضى للمنافسة دولياً، مؤمناً أن تحقيق النجاحات الرياضية هو وسيلة فعالة لمواجهة الاحتلال وإثبات الحق الفلسطيني.
وفي الجهة الرسمية، يواصل رئيس نادي سلفيت الرياضي بديع عبد الكريم والناشطون الرياضيون نضالهم لإنصاف القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. ويأملون من الكونغرس القادم للفيفا أن يتخذ قرارات حاسمة ضد انتهاكات الاحتلال، خاصة بعد تقارير لجنة الرقابة التي كشفت المماطلات الإسرائيلية المستمرة.
ورغم كل التحديات، يواصل محمد وزملاؤه التدرب في الساحات المتاحة، عازمين على إثبات وجودهم وإيصال رسالة إلى العالم: أن الشباب الفلسطيني لن تكسره القيود، وأن إرادتهم في تحقيق أحلامهم أقوى من كل جبروت الاحتلال.