إيران والولايات المتحدة عندما تلتقي السياسة بكرة القدم في المونديال
2025-10-03 05:15:30
في مونديال قطر 2022، أعادت المواجهة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة إلى الأذهان لحظات تاريخية جمعت بين البلدين على أرضية الملعب رغم الخلافات السياسية العميقة. هذه المواجهة الرياضية تجسّد مرة أخرى تداخل العالمين السياسي والرياضي في أكبر محفل كروي عالمي.
عبر تاريخ كأس العالم، شهدت الملاعب العديد من اللحظات التي تجسّد التوترات السياسية بين الدول. ففي نسخة 1938 بفرنسا، استخدم النظام الفاشي الإيطالي كرة القدم كأداة للدعاية السياسية، حيث ارتدى اللاعبون القمصان السوداء المشابهة لملابس مليشيات موسوليني، وأدوا التحية الفاشية أمام الجماهير.
وفي ذروة الحرب الباردة عام 1974، شهد ملعب فولكس بارك في هامبورغ مواجهة استثنائية بين ألمانيا الشرقية والغربية، التي انتهت بانتصار مفاجئ للشرقية بهدف في الدقائق الأخيرة. ورغم حساسية اللقاء في ذلك الوقت، إلا أنه مر دون حوادث تذكر، ليكون شاهداً على قدرة الرياضة على تجاوز الخلافات السياسية.
واحدة من أكثر المواجهات توتراً كانت في مونديال 1986 بين الأرجنتين وإنجلترا، بعد أربع سنوات فقط من حرب جزر فوكلاند. الأجواء المشحونة لم تمنع تقديم مباراة استثنائية، حيث سجّل دييغو مارادونا هدفين تاريخيين قادا الأرجنتين للفوز، في مباراة وصفها لاحقاً بأنها “كانت بمثابة نهائي بالنسبة لنا”.
لكن قصة إيران والولايات المتحدة في مونديال 1998 تبقى الأكثر دلالة على قدرة كرة القدم على تجاوز الخلافات. فقبل المباراة، تبادل اللاعبون التحيات والهدايا، وتبادلوا باقات الورود البيضاء، في رسالة قوية للعالم عن أولوية القيم الرياضية على الخلافات السياسية.
وفي نسخة 2018، عادت التوترات السياسية لتطل برأسها في مواجهة صربيا وسويسرا، حيث استخدم لاعبون من أصول كوسوفية إشارات سياسية أثناء الاحتفال بالأهداف، مما أدى إلى عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
هذه الأمثلة تؤكد أن كرة القدم تبقى وسيلة للتواصل بين الشعوب، رغم محاولات توظيفها سياسياً. فالملاعب تظل فضاءً للتنافس الشريف، والتقارب الإنساني، وإثبات أن الرياضة يمكن أن تكون جسراً يعبر فوق كل الخلافات.