الأرجنتين تثبت أن البداية السيئة لا تحكم النهاية مسيرة تتحدى الصعاب نحو لقب مونديال قطر
2025-10-09 05:53:05
لم يكن حتى أكثر المتفائلين يتوقّع أن يصل المنتخب الأرجنتيني إلى المباراة النهائية في مونديال قطر، خاصة بعد الهزيمة المدوية التي تعرض لها في مباراته الأولى أمام المنتخب السعودي. لكن التاريخ يعلمنا أن البدايات الصعبة لا تعني نهاية الطريق، فقد سبق للأرجنتين أن مرت بتجربة مماثلة في مونديال إيطاليا 1990، عندما خسرت مفاجأة أمام الكاميرون في الجولة الافتتاحية، لكنها استطاعت أن تتجاوز المحنة وتصل إلى النهائي.
في تلك البطولة، قاد الأسطورة الراحل دييغو مارادونا فريقه لتخطي الصعاب، حيث تأهل بصعوبة من دور المجموعات، ليواجه بعدها تحديات كبيرة أمام منتخبات قوية. ففي دور الـ16، تغلبت الأرجنتين على البرازيل بهدف نظيف، ثم تفوقت على يوغوسلافيا في ربع النهائي بركلات الترجيح، قبل أن تهزم إيطاليا المضيفة بنفس الطريقة في نصف النهائي. ورغم الخسارة في النهائي أمام ألمانيا الغربية، إلا أن المسيرة كانت دليلاً على أن روح الكفاح لا تنكسر.
هذا النموذج ليس فريداً من نوعه، ففي مونديال 2010، بدأت إسبانيا مسيرتها بهزيمة مفاجأة أمام سويسرا، لكنها لم تستسلم، وتداركت الأمر بفوزين متتاليين على هندوراس وتشيلي، لتصعد بصعوبة من دور المجموعات. ثم واصلت انتصاراتها بثلاثة انتصارات متتالية أمام البرتغال وباراغواي وألمانيا، جميعها بنتيجة 1-0، لتتوج في النهاية بلقب البطولة بعد الفوز على هولندا في النهائي.
اليوم، يعيش المنتخب الأرجنتيني قصة مشابهة في مونديال قطر. بعد الصدمة الأولى أمام السعودية، استطاع الفريق بقيادة ليونيل ميسي أن يعيد ترتيب أوراقه، ليتصدر مجموعته رغم كل الصعاب. ثم واصل مسيرته بالفوز على أستراليا في دور الـ16، وعلى هولندا بركلات الترجيح في ربع النهائي، قبل أن يحقق فوزاً كبيراً على كرواتيا في نصف النهائي بنتيجة 3-0.
هذه المسيرة تثبت أن البدايات لا تحكم النهايات، وأن الإرادة والعزيمة يمكن أن تقلب الموازين. الأرجنتين، بروحها القتالية وتاريخها العريق، تمنح الأمل لكل من يواجه صعوبات في بداية الطريق. والآن، يقف الفريق على أعتاب تحقيق حلم جديد، قد يضيف لقباً عالمياً رابعاً إلى سجله، ويكتب فصلاً جديداً من فصول البطولة والتحدي.