2025-09-23 04:07:05
شكلت المباراة التي جمعت منتخبي إسبانيا وكوسوفو ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر، تجسيداً حياً للتوتر الدبلوماسي القائم بين البلدين، حيث انتهت المباراة بفوز إسبانيا بهدفين نظيفين، لكن الأحداث المحيطة باللقاء سلطت الضوء على عمق الخلاف السياسي.
فقد تخطت الحادثة مجرد rivalry رياضية تقليدية، حيث أظهر مقطع فيديو متداول قيام بعض الجمهور الكوسوفي برفع لافتة كُتب عليها “إسبانيا، أهلا بكم في جمهورية كوسوفو”، في إشارة واضحة إلى رفض مدريد الاعتراف باستقلال كوسوفو عن صربيا منذ إعلان استقلالها عام 2008.
وكانت ملامح هذا الخلاف قد بدأت تظهر جلية من الجانب الإسباني قبل انطلاق الصافرة الأولى، حيث تجنب اللاعب بابلو سارابيا ذكر اسم “كوسوفو” خلال المؤتمر الصحفي ما قبل المباراة، مما أثار استياء الصحفيين المحليين. وعندما وُجه إليه سؤال حول هذا التجاهل، اكتفى سارابيا بالرد بأنه “لم يفهم صيغة السؤال” وواجه صعوبة في الترجمة.
كما انعكس هذا الموقف الرسمي على حسابات المنتخب الإسباني على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تجنب حساب “الماتادور الإسباني” على تويتر ذكر اسم كوسوفو صراحة، مكتفياً بالإشارة إلى مدينة بريشتينا وملعب “فاضل فوكري” الذي استضاف اللقاء، مع استخدام اختصار “Kos” في وسم المباراة.
وكان للخلاف الدبلوماسي تأثيره المباشر على التغطية الإعلامية للمباراة، حيث امتنعت القنوات المحلية الإسبانية عن البث المباشر للحدث، وتجاهل المعلقون ذكر اسم الدولة المضيفة، كما ظهر اسم كوسوفو مكتوباً بأحرف صغيرة في مكان عرض النتائج على الشاشة.
وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا تعد واحدة من خمس دول أوروبية لا تعترف باستقلال كوسوفو، إلى جانب سلوفاكيا ورومانيا واليونان وقبرص، وذلك بسبب مخاوف هذه الدول من تداعيات الاعتراف على حركات الانفصال الداخلية فيها.
على الصعيد الرياضي، يواصل المنتخب الإسباني تصدر المجموعة الثانية برصيد 13 نقطة من 6 مباريات، بينما تحتل كوسوفو المركز الرابع برصيد 4 نقاط من 5 مباريات فقط، مما يظهر الفارق الكبير في المستوى الرياضي بين الفريقين الذي تجلى في نتيجة المباراة.
هذه الحادثة تذكرنا بأن الرياضة، رغم كونها جسراً للتواصل بين الشعوب، تبقى عرضة للتوترات السياسية والخلافات الدبلوماسية بين الدول، حيث يمكن لأبسط المباريات أن تتحول إلى ساحة للتعبير عن مواقف سياسية عميقة الجذور.
