شبكة معلومات تحالف كرة القدم

التوتر النفسي عدو اللاعب الخفي في ملاعب ويمبلدون << مالتيميديا << الصفحة الرئيسية الموقع الحالي

التوتر النفسي عدو اللاعب الخفي في ملاعب ويمبلدون

2025-10-12 05:08:16

يعرف لاعبو التنس المحترفون أن التوتر النفسي يمكن أن يحرمهم الانتصار حتى مع اقترابهم من تحقيق البطولة. ففي بطولة ويمبلدون، يعاني نخبة الرياضيين من معاناة ذهنية شديدة وصفها الخبراء بـ”العذاب الذهني”، حيث يتجه أنظار عشاق التنس إلى نادي عموم إنجلترا لمشاهدة أفضل اللاعبين وهم يواجهون ليس فقط منافسيهم، ولكن أيضاً أسوأ مخاوفهم النفسية.

تشير الأمثلة التاريخية إلى أن التوتر النفسي كان السبب وراء خسارة العديد من اللاعبين لمواقف كان الفوز فيها شبه مؤكد. ففي نهائي ويمبلدون 1993، انهارت يانا نوفوتنا بالبكاء بعد أن فقدت تركيزها أمام شتيفي غراف على الرغم من تقدمها الواضح. وحتى الأسطورة سيرينا وليامز لم تنجُ من هذه الظاهرة، حيث خسرت أمام كارولينا بليسكوفا في بطولة أستراليا المفتوحة 2019 رغم تقدمها 5-1 في المجموعة الحاسمة.

كيتي موبيد، الخبيرة في علم النفس الرياضي، توضح أن التنس يعتبر من أكثر الرياضات تحدياً من الناحية النفسية. وتشير إلى أن طبيعة اللعبة الفردية وعدم وجود دعم مباشر من الزملاء أو المدرب أثناء المباراة يزيد من الضغوط النفسية على اللاعبين. كما أن نظام النقاط الفريد في التنس يجعل كل نقطة حاسمة، مشابهة لركلات الترجيح في كرة القدم.

وتضيف موبيد أن فترات الاستراحة بين النقاط والأشواط، التي قد تبدو فرصة للاستجمام،实际上 تكون في الواقع مصدراً للتوتر الإضافي. حيث يقضي اللاعبون حوالي 50 دقيقة من كل ساعة في الملعب وهم يواجهون أفكارهم وهمومهم بمفردهم، بينما لا تتجاوز مدة اللعب الفعلية 10 دقائق فقط.

قصة اللاعب البريطاني آندي موراي تقدم مثالاً على كيفية التغلب على هذه التحديات النفسية. بعد خسارة 4 نهائيات في البطولات الأربع الكبرى، استطاع موراي أخيراً التغلب على ضغوطه النفسية والفوز ببطولة أمريكا المفتوحة 2012، ثم بطولة ويمبلدون بعد عام ليكسر احتكاراً استمر 77 عاماً للاعبين البريطانيين.

مع انطلاق منافسات ويمبلدون هذا العام، من المتوقع أن نشهد المزيد من الأمثلة على كيفية تأثير الضغوط النفسية على أداء اللاعبين. ففي النهاية، التنس ليس مجرد مواجهة جسدية بين لاعبين، ولكنه أيضاً معركة نفسية داخلية يخوضها كل لاعب مع ذاته وخوفه من الفشل.