اعتذر منظمو أولمبياد باريس عن مشهد العشاء الأخير المثير للجدل
2025-10-08 05:51:52
أعرب منظمو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس عن اعتذارهم الرسمي اليوم الأحد للكاثوليك والطوائف المسيحية الأخرى، بعد مشهد فني مستفز في حفل الافتتاح أثار موجة غضب واسعة. جاء الاعتذار ردا على استياء الكنيسة الكاثوليكية واليمين الديني في أمريكا من لوحة فنية مبتذلة تحاكي لوحة ليوناردو دافنشي الشهيرة “العشاء الأخير”.
وكان المشهد المثير للجدل قد أعاد تمثيل اللوحة العالمية الشهيرة للمسيح والحواريين وهم يتشاركون وجبة أخيرة قبل الصلب وفق العقيدة المسيحية، لكن مع وجود عارضة أزياء متحولة جنسيا ومغنية عارية، مما أثار استنكارا واسعا من الأوساط الدينية.
وفي مؤتمر صحفي عاجل، قالت آن ديكا المتحدثة الرسمية لألعاب باريس 2024: “بالتأكيد لم تكن هناك نية على الإطلاق لإظهار عدم الاحترام لأي طائفة دينية. حاول حفل الافتتاح الاحتفاء بقيم التسامح والتنوع”. وأضافت: “نعتقد أن هذه الرغبة تحققت، وإذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن نأسف لذلك حقا”.
من جهتها، استنكرت الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا بشدة هذا المشهد، ووصفته بأنه “احتفال يتضمن مشاهد السخرية والاستهزاء بالمسيحية”. وأعرب إيمانويل جوبيار، مندوب أساقفة فرنسا في ألعاب باريس، عن قلقه من تأثير الجدل على الرياضيين، مشيرا إلى أن بعض الرياضيين الفرنسيين واجهوا مشكلات في النوم بسبب تداعيات هذه القضية.
كما تصاعدت الاحتجاجات الدولية، حيث قال رئيس الأساقفة تشارل شيكلون، أعلى مسؤول كاثوليكي في مالطا ومسؤول المكتب العقائدي التابع للفاتيكان، إنه اتصل بسفير فرنسا في مالطا لتقديم شكوى رسمية حول ما وصفه بـ”الإهانة غير المبررة” للمشاعر الدينية.
من ناحية أخرى، دافع توماس جولي، مخرج حفل الافتتاح المثير للجدل، عن عمله الفني مؤكدا أنه “لم يستهدف إزدراء الأديان”، بل كان يهدف إلى تقديم رؤية فنية معاصرة تواكب قيم التنوع والانفتاح.
هذا الحادث يسلط الضوء على الحساسية الدينية المتزايدة في الفعاليات الدولية الكبرى، ويطرح تساؤلات حول حدود الحرية الفنية واحترام المعتقدات الدينية. كما يظهر التحديات التي تواجه المنظمين في تحقيق التوازن بين القيم الحديثة واحترام التقاليد الدينية الراسخة.
ويأتي هذا الاعتذار في وقت تشهد فيه فرنسا نقاشا واسعا حول حرية التعبير وحدودها، خاصة بعد سلسلة من الأحداث المماثلة التي أثارت جدلا حول العلاقة بين الفن والدين في الفضاء العام.