إنجلترا تفضل الهزيمة لتجنب مواجهة الكبار في كأس العالم
2025-10-02 04:23:57
في مفارقة غير مألوفة في عالم كرة القدم، قبلت إنجلترا بهزيمتها أمام بلجيكا بصدر رحب، معتبرة أن الخسارة بنتيجة 1-0 قد تفتح أمامها مساراً أكثر سهولة في الأدوار التمهيدية لبطولة كأس العالم. هذه الهزيمة الأولى للفريق الإنجليزي منذ أكثر من عام، تأتي في إطار استراتيجية مدروسة لتجنب مواجهة الفرق الكبرى مبكراً في البطولة.
بنتيجة هذه المباراة، تأهلت إنجلترا لمواجهة كولومبيا في دور الـ16، بينما تستعد بلجيكا بطل المجموعة السابعة لخوض غمار مواجهة أصعب ضد اليابان. وتحليل المسار المحتمل لإنجلترا يظهر أنها لو تخطت هذا الدور، فستواجه فريقاً أقل خطورة مثل السويد أو سويسرا، متجنبة بذلك مواجهة عمالقة الكرة مثل البرازيل أو الأرجنتين أو البرتغال حتى الوصول إلى المباراة النهائية.
لم تكن المباراة بين إنجلترا وبلجيكا بالمستوى المتوقع من فريقين من الطراز الأول، حيث بدا واضحاً أن كلا الفريقين لم يبذلا الجهد الكافي للفوز. وقام المدرب الإنجليزي غاريث ساوثغيت بإجراء ثمانية تغييرات على الفريق الذي سحق بنما 6-1، بينما أجرى مدرب بلجيكا روبرتو مارتينيز تسعة تغييرات على تشكيلته الأساسية.
المشهد كان غريباً للجماهير التي حضرت المباراة، حيث تبادل الفريقان التمريرات دون حماس واضح للهجوم، مما دفع المشجعين لإطلاق صيحات الاستهجان. كما لوحظ أن اللاعبين كانوا يحاولون الحصول على بطاقات صفراء متعمدة، في إستراتيجية واضحة لتجنب صدارة المجموعة.
الشوط الثاني شهد هدفاً رائعاً من اللاعب البلجيكي عدنان يانوزاي، لكن إنجلترا لم تبدُ راغبة في تعادل النتيجة. الإحصاءات تكشف مفارقة لافتة، حيث سدد الإنجليز 11 كرة على المرمى دون تسجيل، بينما سجلوا ستة أهداف من العدد نفسه من التسديدات في مباراتهم السابقة ضد بنما.
غاريث ساوثغيت دافع عن قراراته بالقول: “كقائد أو مدرب، يجب أن تتخذ القرارات المناسبة للفريق، وأنا أتفهم أن البعض قد ينتقد هذه القرارات”. من جهته، فضل مارتينيز عدم الخوض في تفاصيل المسار الصعب الذي قد يواجهه فريقه، مؤكداً: “يجب أن نفكر في كل خطوة على حدة، وأعتقد أننا نستطيع مواجهة أي فريق”.
هذه الإستراتيجية تذكر بالمباراة الشهيرة بين ألمانيا والنمسا في مونديال 1982، والتي وصفت بـ “عار خيخون”، لكنها هذه المرة تمت تحت مظلة التخطيط التكتيكي الواعي لتحقيق أهداف أبعد في البطولة. يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الخطة الذكية في قيادة إنجلترا إلى مراحل متقدمة في البطولة؟ الوقت كفيل بالإجابة.